27 November 2025

إعادة تأهيل السوق القديم في حلب: قصص بائعين ونماذج نجاح محلية

Elderly men selling roasted chestnuts at a food stand in Bursa, Turkey.

مقدمة: لماذا يهم إعادة تأهيل السوق القديم؟

يُعد سوق المدينة القديم في حلب واحداً من أقدم الأسواق المغطاة في العالم، وشرياناً اقتصادياً واجتماعياً حمل عبر قرون حرفاً محلية وميراثاً ثقافياً عميقًا. إعادة تأهيل هذا السوق تعني استعادة شبكة علاقات تجارية، فرص عمل، وذاكرة حضرية مرتبطة بهوية المدينة.

خلال النزاع المسلح تعرّضت أجزاء واسعة من السوق لأضرار كبيرة، فيما بدأت جهود ترميم جزئية منذ 2018 لكن وتيرة وتأثير هذه الأعمال لا تزال متفاوتة بين مناطق مُرمَّمة ومناطق ما زالت في حالة خراب.

قصص البائعين: من الخسارة إلى مبادرات فردية وجماعية

قصص البائعين في السوق تُظهر طيفاً واسعاً من التجارب: عائلات حافظت على محلاتها رغم الدمار، بينما اضطر آخرون للانسحاب أو نقل نشاطهم إلى أسواق فرعية. بعض التجار قاموا بعمليات ترميم صغيرة بمجهود ذاتي لتعيد فتح محلاتهم، فيما استفادت محلات أخرى من مشاريع محلية ومبادرات تمويلية محدودة لإعادة تأهيل الواجهة التجارية والطرق الداخلية لجذب الزبائن.

في حالات محددة كان لتدخل منظمات خيرية وشراكات مع مؤسسات حرفية أثر مباشر على إعادة فتح شواهد تجارية وتجريب ممرات تسويقية، لكن هذه الأمثلة غالباً ما بقيت محدودة النطاق مقارنةً بالحاجة الكبيرة لإعادة تشغيل السوق بأكمله.

نماذج نجاح محلية ودروس مستخلصة

من دراسات الحالة والمشروعات الميدانية يمكن استخلاص مجموعة من نماذج النجاح التي أثبتت فعاليتها أو أظهرت إمكانيات قابلة للتكرار:

  • المبادرات المجتمعية بقيادة التجار: إعادة فتح مقطع صغير من السوق بواسطة أصحاب محلات ومجموعات محلية كخطوة أولى لاستعادة الحركة التجارية.
  • الشراكات الفنية والتمويل المُوجَّه: تمويل صغير ومتدرج لترميم الواجهات وتقديم منح لإصلاح البنية التحتية الداخلية يساعد في خفض العوائق أمام التجار للعودة إلى محلاتهم.
  • التركيز على الحرف والمنتجات المحلية: تنمية حلقات العرض (ورش، مؤسسات صغيرة، معارض محلية) لبيع منتجات حلب التقليدية كالصابون، النسيج، والتوابل لزيادة تمايز السوق وجذب الزوار.
  • الحوافز الاقتصادية والتسويق المشترك: تنظيم فعاليات محلية، أسابيع تخفيضات، ومسارات سياحية تراثية تعيد تدفق المشترين والزوار إلى الأزقة المؤهلة.

مع ذلك تشير المتابعات إلى أن بعض مشاريع الترميم الرسمية واجهت انتقادات حول تكاليفها المحددة ومنهجية التنفيذ التي لم تشرك دائماً التجار والسكان المحليين بشكل كافٍ، ما يعكس أهمية تصميم برامج شاملة تربط بين المحافظة على التراث ودعم سبل العيش.

توصيات سريعة قابلة للتطبيق:

  1. إشراك نقابات التجار وممثلي المحلات في تخطيط وترتيب الأولويات قبل الشروع في أعمال الترميم.
  2. تبني آليات تمويل صغيرة (قروض مرنة، منح ترميمية جزئية) لتشجيع العائد الذاتي لأصحاب المحلات.
  3. برامج تدريب فنية وتسويقية لأصحاب الحرف لرفع جودة المنتج والتسويق المحلي/الإقليمي.
  4. تنظيم جدول زمني لإعادة فتح أقسام قابلة للزيارة من السوق مع فعاليات ترويجية متزامنة لزيادة الحركة التجارية.