الفنون البصرية في حلب: معارض تعيد رسم المدينة وشباب يصنعونها من جديد
مقدمة — حلب تتجدّد بصرياً
تعمل الفنون البصرية في حلب اليوم كمرآة لمرحلة ما بعد الأزمة: من ترميم الفضاءات التراثية إلى معارض محلية صغيرة تنظمها مبادرات شبابية، يختزل المشهد مزيجاً من الحزن والمرونة والأمل. يتناول هذا المقال السياق الحالي للمعارض البصرية في المدينة، الجهات الحاضنة، تجارب الشباب الفنية، والعقبات التي تواجه عملية التعافي الثقافي.
مساحات العرض والمؤسسات التراثية ودورها
ترتكز استعادة الحياة الثقافية في حلب على فتح أو إعادة تأهيل مواقع تاريخية ومتاحف ومساحات عرض محلية. على رأس هذه المساعي توجد مؤسسات في قلب المدينة التاريخي مثل متحف قلعة حلب الذي يحتضن أجزاءً من الذاكرة الأثرية، وهو جزء مهم من المشهد المتحفي للمدينة.
كما لعبت منازل حي الجْدَيْدة (مثل بيت غزالة) دوراً مزدوجاً كمواقع ترميمية ومساحات ذاكرة محلية تستقبل فعاليات ثقافية ومعارض مصغّرة بعدما استُعيدت أجزاء منها لإعادة الحياة للحيّ وترسيخ ذاكرته.
ورغم هذه الجهود هناك تحديات كبيرة: متحف حلب الوطني والأرشيفات واجهت أضراراً ومخاطر استجابة لكوارث طبيعية ونزاعات سابقة، ما يزيد من الحاجة إلى حماية وحفظ المقتنيات ودعم البنية التحتية الثقافية.
مهرجانات ومبادرات شبابية — من التصوير إلى المعارض التجريبية
نشاطات مستقلة ومهرجانات متخصّصة ساهمت في إعادة ربط المكوّن البصري بحياة المدينة؛ على سبيل المثال، مهرجانات التصوير الفوتوغرافي التي استعادة حضورها وتنفّذ فعاليات دورية تسلّط الضوء على تجارب محلية ودولية وتمنح مساحات عرض للفنانين الشباب لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور.
بموازاة المهرجانات، يقيم فنانون شباب ومعارض محلية صغيرة عروضاً جماعية وفردية في ورش عمل ومساحات بديلة (pop-up) داخل أحياء مثل الجْدَيْدة وما حول الساحة القديمة، حيث تتماهى أعمالهم مع ملفات الذاكرة والترميم والهوية. غير أن هذه المبادرات غالباً ما تعاني من قلة تمويل وتجهيزات عرض مناسبة، وقيود على حركة الفنانين والمواد الفنية.
التبادل مع جاليات الفنانين السوريين في المنفى وتعاونات مع معارض ومؤسسات عربية وأوروبية أيضاً وسّع آفاق العرض والنقاش، وهو مسار ضروري لاستعادة حضور الفن الحلبي على خريطة الفن المعاصر المنطقيّة والإقليمية.
الخاتمة والتوصيات العملية
يمثّل المشهد البصري في حلب اليوم فسحةً لبداية جديدة مشوبة بتحديات تتعلق بالتمويل، البنية التحتية، وحماية التراث. نقترح خطوات عملية لدعم هذا الإنعاش الثقافي:
- دعم مشاريع البنية التحتية للمتاحف وقاعات العرض وحفظ المقتنيات بالتعاون مع منظمات ترميم محلية ودولية.
- إنشاء منح صغيرة وبرامج إقامة محلية للفنانين الشباب لتأمين مواد العمل ومساحات العرض.
- تعزيز مهرجانات محلية (مثل مهرجانات التصوير) وبرامج تبادل للفنانين مع مراكز إقليمية ودولية لرفع مستوى الاحتكاك والمعرفة.
- تحفيز شراكات بين جهات حكومية ومجتمع مدني ومؤسسات خاصة لضمان استدامة المشاريع الثقافية.
بالنسبة للزوار والمهتمين: ابحثوا عن برامج المعارض المحلية عبر صفحات المؤسسات الثقافية، ادعموا مبادرات شراء الأعمال المحلية إن أمكن، وادعموا المنظمات العاملة على صون التراث الثقافي في حلب. إعادة تشكيل المشهد البصري في المدينة مشروع طويل يتطلب صبراً وتعاوناً متعدد الأطراف لكنه أيضاً فرصة لإعادة كتابة سردٍ بصري يعكس مقاومة وإبداع أهلها.
لمزيد من معلومات حول بعض الفضاءات والمهرجانات المشار إليها في المقال: تقرأ عن متحف قلعة حلب ومتحف المدينة وفعاليات التصوير الفوتوغرافي المحلية في المصادر الموثوقة المدرجة.