ريادة أعمال نسوية في حلب: سيدات يعيدن الحياة لورش الصابون والحياكة
مقدمة: عندما تتحول الحرفة إلى مشروع ومعنى
في أزقة حلب القديمة وبين محلاتها المتجددة، تقف نساء حملن خبرات متوارثة في غزل النول وصناعة صابون الغار، وحولنها إلى أدوات للكسب والاستقلال. هذه المقالة تستعرض قصص عدد من هؤلاء النساء، نماذج عملهن، والتحديات والفرص التي تواجههن في ظل جهود إعادة تأهيل الأسواق وعودة بعض المرافق التقليدية.
تعكس هذه المبادرات شقَّين متوازيين: استعادة للتراث الحرفي الذي اشتهرت به حلب، وسعي عملي لتمكين اقتصادي نسائي عبر تعاونيات صغيرة وأساليب تسويق حديثة.
ورش الصابون وحكاية التصدير المحلي والدولي
صابون حلب (صابون الغار) ليس منتجاً رمزياً فقط بل سلعة مطلوبة في الأسواق المحلية والخارجية. خلال السنوات الأخيرة برزت مبادرات نسوية ترتب عبوات الصابون يدوياً وتضيف لمسات حرفية مثل الكروشيه والتغليف المطرز، ثم تُرسَل هذه الأصناف إلى أسواق في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا عبر شبكات توزيع مدعومة من منظمات مدنية ومؤسسات خيرية.
نماذج تسجيلت تعاونيات تديرها نساء نجحت في تأمين دخل ثابت لعضواتها، مع شراكات لوجستية توفّر شحنات مُنظَّمة وطرحاً تجارياً محترفاً. هذه القصص عكسها تحقيق صحفي عزَّز معرفة الجمهور بالجهود النسائية في الحفاظ على الصناعة، وإبراز التحديات الأمنية والإدارية التي تواجهها.
مزايا نموذج الورش النسوية
- حفظ مهارات حرفية محلية ورفع جودتها التسويقية.
- خلق دخل بديل للنساء وأسرهن.
- بناء شبكات توزيع وداعمات من مؤسسات مجتمع مدني.
الحياكة والنسيج: مشاريع صغيرة بروح تعاونية
بين الورش المنزلية ومشاغل الحياكة الصغيرة، تعمل نساء على إنتاج أقمشة ومستلزمات منزلية مطرزة يدوياً، وتستخدم مجموعات منهن منصات إلكترونية وأسواقاً محلية لعرض منتجاتهن. هذا النوع من الأعمال يوفّر مرونة (العمل من المنزل) ويساعد على الموازنة بين متطلبات الأسرة والعمل.
كما أظهرت جهود إعادة فتح أجزاء من أسواق حلب التاريخية أن وجود فضاءات تجارية مرممة يساعد الحرفيات في استعادة ذاكرة الطلب المحلي والسياحي على المنتجات التقليدية. مشاريع مثل برامج إعادة تأهيل السوق عادت بجزء من المحلات إلى أصحابها وفتحت مساحات عرض جديدة لبعض الورش.
التحديات الرئيسية
- محدودية رأس المال والتعرض لتقلبات السوق المحلي والدولي.
- القيود اللوجستية والصعوبات المتعلقة بالشحن والتصدير.
- الحاجة إلى تدريب إداري وتسويقي لتطوير العلامات الصغيرة.
خاتمة: فرص دعم ملموسة وخطوات عملية
تُظهر تجربة سيدات حلب أن الحرف التقليدية قابلة لأن تصبح محركات صغيرة للاقتصاد المحلي إذا ما رافقتها بنية دعم مناسبة: تمويل صغير، تدريب على التسويق الرقمي، مساحات عرض مُعتمدة داخل الأسواق المُرمّمة، وربط بالمنصات الخارجية. وفي الوقت نفسه، تبقى وتيرة إعادة تأهيل الأسواق والبنى التحتية عاملاً حاسماً في توسيع فرص البيع والاستقرار الاقتصادي.
إذا رغبت المؤسسات المدنية والمستهلكون في دعم هذه المبادرات، يمكن التركيز على: تقديم منح صغيرة لتطوير التصنيع، تدريب في التصميم والتغليف، وخلق قنوات توزيع محلية ودولية شفافة تضمن عائداً عادلاً للحرفيات. كما أن متابعة الجهود الرسمية وغير الرسمية لإعادة فتح وتهيئة أسواق المدينة يُعدُّ عامل نجاح محلي واضح.
مراجع مقترحة للمتابعة والدعم
- تقارير ومبادرات إعادة ترميم سوق حلب (Aga Khan Trust for Culture، UNDP).
- قصص تعاونيات الصابون والحرف النسوية وتقارير صحفية توثيقية.