تجديد قلعة حلب: إنجازات الترميم وخطة التعافي بعد الأزمة
مقدمة — قيمة تاريخية ورمز للخلاص الحضري
تحتل قلعة حلب موقعاً مركزياً في ذاكرة المدينة والتاريخ الإقليمي، وكانت معرضة لأضرار جسيمة خلال سنوات الصراع والزلازل اللاحقة. في مراحل متتالية بعد 2023، شهدت القلعة أعمال ترميم وحماية مكثفة سمحت بفتح أجزاء منها للجمهور مجدداً في دورة تعافي رمزية وسياحية.
في هذا التقرير نستعرض ما أنجزته مشاريع الترميم الرئيسية، من شارك فيها، وما تبقّى من خطوات فنية وإدارية ضرورية لضمان استدامة الموقع كمعلم تراثي وسياحي.
إنجازات ملموسة: ما تم تنفيذه بالفعل
ركزت مراحل الترميم الأخيرة على تثبيت العناصر الإنشائية الأكثر تضرراً، وخصوصاً برج الدخول الجنوبي والممرات المحيطة به، إضافة إلى إزالة الأنقاض وتأمين طرق الوصول الداخلية. هذه العمليات شملت ترميم الحجر، تقوية الأقواس والقباب، وتحسين البنية التحتية الأساسية (مياه وكهرباء وصرف) داخل الموقع لتأمينه للزوار والعاملين.
نفّذت أعمال الصيانة والأنشطة الفنية فرق محلية متخصصة بدعم تقني ومرحلي من جهات دولية ومحلية، مع مراحل تعاون وروابط تقنية مع مؤسسات مثل Aga Khan Trust for Culture في مراحل سابقة، بينما تمويل مراحل إعادة الافتتاح الأخيرة شمل جهات خيرية ومؤسسات محلية بحسب تقارير إعلامية ميدانية.
خطط التعافي القادمة والتحديات
تتضمن خريطة التعافي المتوسطة الأمد أعمال ترميم إضافية للأبراج الشمالية، تأهيل المتاحف الداخلية وبنية الخدمات، وتنفيذ إجراءات تقوية زلزالية للفتحات والقباب الحساسة. كما تبرز الحاجة لبرامج تدريب فني محلي للحفاظ على جودة الترميم التقليدي وإدارة المواقع السياحية بشكل آمن.
من أبرز التحديات التمويل المستدام، ضرورة الالتزام بأساليب حفظ مهنية تحترم المواد التاريخية، وتأمين وصول الخبراء والمعدات المناسبة. كما طالب مختصون بربط أعمال الترميم بخطة أوسع لإحياء المدينة القديمة تشمل الأسواق والمباني السكنية والتراث غير المادي لضمان أثر اقتصادي واجتماعي طويل الأمد.
ماذا يعني الافتتاح والكيفية التي يمكن للزائر أن يتوقعها
أعاد فتح القلعة في مناسبات مرحلية خلال 2024–2025 أجزاءً محدودة للزوار بعد اكتمال مراحل أساسية من الترميم، مع إجراءات سلامة وتقييد مناطق الوصول بينما تستمر الفرق الفنية في أعمال متخصصة بالمناطق المحظورة. يشكل ذلك خطوة مهمة نحو إعادة إدماج الموقع في الحياة الثقافية والسياحية للمدينة، لكن المسؤولين يؤكدون أن العمل الفني لم ينته بعد وأن زيارة الموقع يجب أن تكون مصحوبة بإرشادات وأنشطة موجهة للحفاظ على سلامة الآثار والزوار.
خلاصة: يجري اليوم تحويل تجربة الترميم إلى فرصة لإعادة تأهيل القلعة كمحور ثقافي محلي ودولي، اعتماداً على خبرة فرق الترميم المحلية، دعم فني من جهات دولية، وخطة متدرجة للتعافي ترتكز على التمويل المستدام، التدريب المهني، وربط الموقع بالمدينة القديمة كمشروع تنموي أوسع.