27 November 2025

جولة مصوّرة في قلعة حلب: أسرار البناء الأيوبي وخريطة زيارة عملية

A dramatic capture of a ruined ancient fortress in Aleppo, Syria, showcasing historical architecture.

مقدمة: لماذا تهمنا قلعة حلب اليوم؟

تُعد قلعة حلب معلماً وطنياً وعالمياً يعكس تراكم قرون من بناءٍ مدني وعسكري، وكانت نقطة محورية في تطور العمارة الأيّوبية والمملوكيّة. تحمل أسوارها وبواباتها وقاعاتها خصائص تقنية وزخرفية مميزة تُعرَف بها العمارة الإسلامية في شمال سوريا، وتبقى وجهة أساسية للباحثين والزائرين الذين يرغبون بفهم علاقة التصميم الدفاعي بالمعيشة الحضرية.

في هذا الملف المصوّر نقدم لمحة تاريخية موجزة، شرحاً عن عناصر البناء الأيّوبي الظاهرة في القلعة، وتحديثات حول أعمال الترميم التي تمت خلال السنوات الأخيرة، مع اقتراح مسار زيارة عملي للزائرين.

أهم سمات البناء الأيوبي في قلعة حلب

تتميز أعمال البناء الأيّوبية في قلعة حلب بالاعتماد على الحجر المشذب (ashlar) والجدران الضخمة ذات الميل (glacis) التي تزيد الفاعلية الدفاعية، إضافة إلى بوابة مدخل معقدة الممرات وجسور مدعمة بأقواسٍ حاملة. كما تُرى أعمال النقش الحجري والمقرنصات (المقرنص/الـmuqarnas) والفرق اللونية الناتجة عن تقنية العبلاق (ablaq) في بعض المواقع، وهي سمات متكررة في عمارة الحقبة الأيّوبية.

عناصر يجب الانتباه إليها أثناء الجولة

  • الجسر والبوابة الرئيسية: المدخل يتضمن ممرات متعرجة، وأبراجاً مقابلة تخدم الدفاع والرقابة.
  • القصور والقاعة الرئيسية: أفنية داخلية، قاعات استقبال، وبِنى حجرية تُظهر تدرّج الأنماط الزخرفية.
  • المساجد والمنشآت الخدمية: مسجدان داخليان، خزانات مياه وأنفاق تخزين تُستخدم لمواجهة الحصار.

فهم هذه العناصر يساعد الزائر على قراءة المكان كنسيجٍ معماري يجمع بين الأمن والرمزية والوظيفة اليومية.

الترميم، الضرر، وما تم إنجازه مؤخراً

تعرضت قلعة حلب لأضرار متفاوتة خلال العقد الماضي نتيجة النزاع المسلّح ولاحقاً لأثر هزّات أرضية كبيرة في شباط/فبراير 2023، ما دفع الجهات المختصة إلى إيقاف الزيارات وتنفيذ أعمال تدعيم عاجلة على جسر ومدخل البرج الجنوبي. جهات مثل المديرية العامة للآثار والمتاحف (DGAM) وUNESCO شاركت في تقييم الأضرار ووضع أولويات الحفظ، كما عملت منظمات محلية ودولية—من بينها مؤسسات متخصصة في الترميم—على برامج تدريب للحجّارين والمهنيين المحليين لإعادة تأهيل المهارات التقليدية.

بحسب تقارير إعلامية ومتابعات ميدانية، عادت القلعة لتستقبل الزوّار بعد مراحلٍ من التدعيم والتهيئة، واستمرّت أعمال الصيانة والتأهيل عقب ذلك حتى مراحل افتتاحات أوسع في 2025، ما يعكس جهوداً متعددة الجهات لإعادة إدماج الموقع في الحياة الثقافية والسياحية.

ملاحظات حول الترميم المسؤول

  • أولوية الحفظ الآن هي توثيق المبنى باستخدام تقنيات المسح ثلاثيّ الأبعاد وتدريب الحرفيين المحليين.
  • النهج السليم يجمع بين مواد وتقنيات تقليدية وحديثة لتجنب فقدان المعطيات التاريخية.
  • التنسيق بين الجهات المحلية والدولية لازال تحدياً أساسياً لضمان استدامة العمل وتركيز التمويل على أولويات نقل الخبرة والحماية.